منتدى انمي لوڤرس - Anime Lovers -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخول
 

 كتاب كليلة ودمنة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ĵōяĎάŋ ™
عضو متفاعل
عضو متفاعل
ĵōяĎάŋ ™


انثى
₪ عدد المساهمات : 6151
₪ العمر : 26
₪ العمل/الترفيه : تَِصميييمَِ❤
♬ المزاج : يجججَِننننَِ❤!^^
₪ تاريخ الانضمام : 04/09/2010

كتاب كليلة ودمنة  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب كليلة ودمنة    كتاب كليلة ودمنة  Emptyالسبت أكتوبر 29, 2011 1:28 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تأليف:
شريف الراس


رسوم:
نبيل
يعقوب




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هذا
الكتاب ومؤلفوه ومترجمه



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ابن
آوى حيوانٌ بري يشبه الكلب والثعلب، يسميه
العامة "الواوي، ويتحدثون كثيراً عن
ذكائه ومكره وقدرته على المراوغة وابتكار
الحيل. طعامه المفضل لحوم الفرائس التي
يصطادها كالدجاج والطيور والأرانب وغيرها.



تقول
الأساطير (أي الحكايات الخيالية القديمة)
إنه كان يعيش في غابةٍ ببلاد الهند اثنان من
حيوانا "ابن آوى" الأول اسمه "كليلة"
والثاني اسمه "دمنة" وكان هذان
الصديقان يرويان لبعضهما ذكرياتهما
وحكاياتٍ مدهشةً عما يجري في الغابة بين
الحيوانات من وقائع وحوادث ذات عبرةٍ مفيدةٍ.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في
الوقت ذاته كان يحكم بلاد الهند، في ذلك
الزمن القديم جداً، ملكٌ صالحٌ اسمه "دبشليم"
قرب إليه إنساناً حكيماً اسمه "بيدبا"
كبير فلاسفة الهند. فكان يصغي لأحاديثه
الجميلة المترعة بالحكمة والدعوة للفضيلة.



من
تلك الأحاديث التي كانت تجري بين كليلة
ودمنة، والأحاديث التي كانت تجري بين الملك
دبشليم والفيلسوف بيدبا، جمع الكتاب الهنود
القدامى مواد كتابٍ ضخم ثمين، يسحر القراء
بما يتضمنه من حكاياتٍ أسطورية خيالية بديعة
تدعو إلى تهذيب النفس وإصلاح الأخلاق، ونشر
العدل والرحمة وحسن المعاملة، والإرشاد إلى
السلوك الحسن الصالح.



وقد
أعجب هذا الكتاب المدهش أدباء الفرس فترجموه
إلى لغتهم "الفهلوية".



كان
ذلك قبل إشراق نور الإسلام على الدنيا.. وفي
أواسط القرن الثاني للهجرة، عندما أنشأ
الخليفة العباسي "المنصور" مدينة بغداد
عاصمةً للدولة الإسلامية الواسعة العظيمة،
كان يعيش في بغداد أدباءٌ وشعراءٌ عربٌ
كثيرون، منهم الكاتب "عبد الله بن المقفع"
الذي ألف كتاباً بعنوان "الأدب الكبير"
وكتاباً بعنوان "الأدب الصغير"، فقام
بترجمة كتاب "كليلة ودمنة" من اللغة
الفلهوية إلى اللغة العربية، فأضاف بذلك إلى
التراث الأدبي العربي كتاباً جميلاً نفيساً
جميلاً ما يزال يبهج القراء ويمتعهم.



وفي
الصفحات التالية نماذج مقتطفةٌ من مضمون ذلك
الكتاب الكبير.



مثل
السلحفاة والبطتين


قال
كليلة لدمنة: اعلم أن من لا يسمع القول
النافع من أصدقائه ولا يعمل بنصائحهم
المخلصة يصيبه ما أصاب السلحفاة.



فسأله
دمنة: وماذا أصاب السلحفاة؟



قال:
زعموا أن عين ماءٍ كان يعيش فيها بطتان
وسلحفاة، وكان قد ألف بعضهم بعضاً وصادقه. ثم
إن تلك العين نقص ماؤها في بعض الأزمان
نقصاناً فاحشاً، فلما رأت البطتان ذلك قالتا:
"إنه ينبغي لنا ترك ما نحن فيه، والتحول
إلى غيره".



فودعتا
صديقتهما السلحفاة وقالتا: عليك السلام فإنا
ذاهبتان.



قالت
السلحفاة: إن نقصان الماء هنا يعرض حياتي
للخطر، فأنا لا أعيش إلا به.. أرجوكما أن
تأخذاني معكما.



قالت
البطتان: كيف نأخذك ونحن نطير في الجو
مسرعين، وأنت تزحفين على الأرض ببطءٍ شديد؟



وبعد
تفكيرٍ طويل وجدت البطتان وسيلةً لإنقاذ
صديقتهما السلحفاة، فقالتا لها:



-
لا نستطيع اصطحابك معنا حتى تشترطي لنا أننا
إذا حملناك فرآك أحدٌ فذكرك، أن لا تجيبيه.



فقالت:
نعم. ولكن كيف السبيل إلى ما ذكرتما؟



فقالتا:
تعضين على وسط عود، وتأخذ كل واحدةٍ منا
بطرفه في منقارها.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



فرضيت
بذلك، وطارتا بها.



فرآها
الناس، فقال بعضهم لبعض: "انظروا إلى
العجب العجاب: سلحفاة بين بطتين تطيران بها
في الهواء".



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلما
سمعت السلحفاة ذلك قالت: رغمٌ لأنفكم.



فلما
فتحت فاها بذلك الكلام وقعت إلى الأرض وماتت.



وإنما
ضربت لك هذا المثل لتعلم بأن من لا يطع
نصيحةَ أصدقائه الأوفياء المخلصين إنما يضر
نفسه.



مثل
الناسك وجرة السمن والعسل


قال
الحصان للثور: اعلم أن من يتكلم في ما لا يدري
يصيبه ما أصاب الرجل الناسك عندما أهرق
السمن والعسل على رأسه.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


فسأله
الثور: وكيف كان ذلك؟



قال:
زعموا أن ناسكاً (أي رجلاً منقطعاً للعبادة
طول الوقت. لا يقوم بعملٍ يكسب به رزقه) كان
يتلقى من تاجرٍ غني فاعل للخير كميةً من
الدقيق والسمن والعسل كل يوم. فكان يبقي من
ذلك السمن والعسل فيجعل الباقي منها في جرة
ثم يعلقها في بيته. فبينما الناسك ذات يوم
مستلقٍ على ظهره، والجرة فوق رأسه، إذ نظر
إليها فذكر غلاء السمن والعسل، فقال: أنا
بائعٌ ما في هذه الجرة بدينار، فأشتري
بالدينار عشرة أعنز، فيحملن ويلدن لستة أشهر.



ثم
حزر على هذا الحساب لخمس سنين، فوجد ذلك أكثر
من أربعمائة عنز. فقال لنفسه: ثم أبيعها
فأشتري بأثمانها مائةً من البقر، بكل أربعة
أعنز ثوراً، وأصيب بذراً فأزرع على الثيران،
فلا يأتي علي خمس سنين إلا وقد أصبت منا ومن
الزرع مالاً كثيراً، فأبني بيتاً فاخراً،
وأشتري أثاثاً وريشاً ومتاعاً، فإذا فرغت من
ذلك تزوجت امرأةً جميلةً ذات حسب، ثم تلك
ابناً سوياً مباركاً فاسميه مامه وأؤدبه
أدباً حسناً وأشتد عليه في الأدب، فإن لم
يقبل الأدب مني ضربته بهذه العصا هكذا.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ورفع
العصا يشير بها فأصابت الجرة فانكسرت، وانصب
السمن والعسل على رأسه ولحيته.



وإنما
ضربت لك هذا المثل لتنتهي عن الكلام في ما لا
تدري.



مثل
الناسك والعنز


قال
الغراب للأرنب: اعلم أن من يسمع الأباطيل
تتكرر عليه من عدة جهات، يفقد المنطق ويضل،
ويصيبه ما أصاب الناسك صاحب العنز.



فسأله
الأرنب: وكيف كان ذلك.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


قال
الغراب: زعموا أن ناسكاً اشترى تيساً (فحل
الماعز) ضخماً ليجعله قرباناً، فانطلق به
يقوده، فبصر به قومٌ مكرةٌ فأتمروا ليخدعوه
عنه، فعرض له أحدهم فقال له: أيها الناسك، ما
هذا الكلب معك؟ ثم عرض له آخر فقال: إني لأظن
أن هذا الرجل الذي عليه لباسُ النساك ليس
بناسك، فإن الناسك لا يقود الكلاب. ثم عرض له
آخر فسأله: أنت تريد الصيد بهذا الكلب؟



فلما
قالوا له ذلك لم يشك أن الذي معه كلب، فقال في
نفسه: "لعل الذي باعني إياه سحرني وخدعني".



فخلى
عنه، فأخذه النفر فذبحوه واقتسموه.



وإنما
رويت لك هذه الحكاية لتنتبه إلى أن الأباطيل
مهما تكررت وجاءت من عدة مصادر فإنها أباطيل
وليست حقائق.



مثل
السمكات الثلاث


قال
بيدبا الحكيم لدبشليم الملك: لقد رأيت أن
الشخص العاجز هو الذي يظل في حالة التردد
وتمني الأماني حتى يهلك نفسه. ومثله مثل
السمكات الثلاث.



فسأله
دبشليم الملك: وما حكايتهن؟



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال:
زعموا أن غديراً كان فيه ثلاث سمكاتٍ: كيسةٌ،
وأكيس منها، وعاجزة. وكان ذلك المكان بنجوةٍ
من الأرض، لا يكاد يقربه من الناس أحد. فلما
كان ذات يوم، مر صيادان على ذلك الغدير
مجتازين، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما
فيصيدا الثلاث سمكات اللواتي رأياهن فيه.
فلما رأتهما السمكة الحازمة ارتابت بهما،
وتخوفت منهما، فلم تلبث أن خرجت من مدخل
الماء إلى النهر. وأما الكيسة فتلبثت حتى جاء
الصيادان، فلما أبصرتهما قد سدا مخرج الماء،
وعرفت الذي يريدان بها، قالت: "أنا
الملومة، لأنني تجاهلت واستخففت بالخطر،
وهذه عاقبة التسويف والتأجيل. لكن –رغم ذلك-
ينبغي علي أن أجد حيلةً". ثم تماوتت وراحت
تطفو على وجه الماء متقلبةً. فأخذها
الصيادان فرمياها على الأرض غير بعيدٍ عن
النهر، فوثبت فيه وسبحت ونجب منهما. وأما
السمكة الثالثة (العاجزة المترددة) فلم تزل
في إقبالٍ وترددٍ حائرةً مضطربةً حتى صاداها.



وأنا
أرى لك أيها الملك أن تعاجل الحزم والحيلة،
فتحسم الداء قبل أن تبتلى به، وتدفع الأمر
قبل نزوله.



مثل
الغراب والأفعى


قال
دمنة لكليلة: لا تنظرن إلى صغري وضعفي، فإن
الأمور ليست بالقوة والعظم. ورب صغيرٍ ضعيفٍ
قد بلغ بدهائه وحيلته ورأيه ما يعجز عنه
كثيرٌ من الأقوياء. أو لم يبلغك أن غراباً
احتال على حنشٍ أسود كبيرٍ حتى قتله؟



فسأله
كليلة: وكيف كان هذا الحديث؟



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال
دمنة: زعموا أنه كان عش لغراب في شجرةٍ في جبل.
وكان بقربه جحر حنشٍ أسود كبير. وكان الغراب
كلما فرخ عمد الأسود إلى فراخه فأكلها. فاشتد
ذلك عليه، وبلغ منه مبلغاً شديداً. فشكا ذلك
إلى صديقٍ له من بنات آوى، وقال: أردت أن
أستشيرك في شيء هممت به إن أنت وافقتني عليه.
قال: وما هو؟ قال: أن آتي الأسود وهو نائم،
فأنقر عينيه لعلي أفقأهما. فقال ابن آوى:
بئست هذه الحيلة التي هممت بها! فالتمس أمراً
(أي فابحث عن حل) تصيب منه حاجتك، ولا يصل فيه
مكروهٌ إليك.



فسأله
الغراب: إذن ماذا أفعل؟



قال
ابن آوى: انطلق فالتمس حلياً، فإذا ظفرت به
فاخطفه، ثم طر به –وأصحابه ينظرون إليك حيث
لا تفوتهم فإنهم سيطلبونك –حتى تنتهي به إلى
جحر الأسود فترمي به عليه.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فحلَق
الغراب طائراً، فإذا بجاريةٍ قد ألقت ثيابها
وحليها، وهي تغتسل. فأهوى فأخذ عقداً
نفيساً، وحلق به طائراً حيث يراه الناس حتى
رماه قريباً من جحر الأسود. فأتى الناس
وأخذوا الحلي ورأوا الأسود نائماً على باب
جحره فقتلوه.



وإنما
ضربت لك هذا المثل لتعلم أن الاحتيال ربما
أجزى ما لا تجزي القوة.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال
دمنة لكليلة:



ذو
المروءة ترفعه مروءته من المنزلة الوضيعة
إلى المنزلة الرفيعة. والذي لا مروءة له يحط
نفسه من المنزلة الرفيعة إلى المنزلة
الوضيعة.



مثل
الرجل المتسرع النادم


قال
دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اضرب لي مثل
الرجل الذي يعمل العمل بغير رويةٍ ولا تثبت.



قال
الفيلسوف: من لم يكن في عمله متأنياً وفي
أمره متثبتاً لم يبرح نادماً. ومن أمثال ذلك
مثل الناسك وابن عرس.



قال
الملك: وكيف كان ذلك؟



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال
الفيلسوف: زعموا أنه كان بأرض جرجان ناسكٌ،
وكانت له امرأةٌ لبثت عنده زماناً لم تلد، ثم
حملت من بعد. فاستبشر بذلك الناسك، وقال لها:
أبشري فإني أرجو أن تلدي غلاماً يكون لنا فيه
متاعٌ وقرة عين. وأنا ذاهب لأبحث له عن
مرضعة، ومتخيرٌٍ له من الأسماء أحسنها. قالت
المرأة: أيها الرجل! ما يحملك على أن تتكلم
فيما لا تدري هل هو كائنٌ أم غير كائن؟ فاسكت
عن هذا الكلام، وارض ما قسم الله لنا، فإن
العاقل لا يتكلم في ما لا يدري ولا يحكم على
المقادير في نفسه.



فاتعظ
الناسك بقولها. ثم إن المرأة ولدت غلاماً
سوياً فسر به أبوه سروراً عظيماً.



حتى
إذا كان بعد أيام قالت المرأة لزوجها: اقعد
عند الصبي حتى أذهب إلى حمام السوق فأغتسل
وأرجع إليك.



فانطلقت
المرأة. ولم يقعد الرجل إلا قليلاً حتى جاءه
رسولٌ يخبره بأن الملك يطلبه، فذهب معه ولم
يخلف مع ابنه أحداً، إلا أنه كان لديه "ابن
عرس" مؤدبٌ معلم، فتركه الرجل عند ابنه
وذهب إلى الملك.



وكان
في البيت جحر أفعى مخيفةٍ ضخمة، فخرجت تريد
الغلام، فوثب عليها ابن عرس فقطعها ومزقها.
ورجع الناسك إلى منزله فلقيه ابن عرس يسعى
إليه كالمبشر له بما صنع. فلما نظر إليه
الناسك متلطخاً بالدم سلب عقله، ولم يظن إلا
أنه قد قتل ولده، فلم يتأنً ولم يتثبت في
أمره، فضرب ابن عرس بعصاً كانت معه فقتله.



ودخل
منزله فرأى الغلام حياً سليماً والأفعى
ممزقةً مقتولةً، فراح يدق صدره ويلطم وجهه
وينتف لحيته ويقول: "ليت هذا الولد لم
يولد، ولم أرتكب هذا الإثم والغدر".



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فدخلت
عليه المرأة وهو يبكي فسألته: ما يبكيك؟ وما
شأن هذه الأفعى وابن عرس مقتولين؟



فأخبرها
بالأمر وقال: هذا جزاء من يعمل بالعجلة ولا
يتثبت.



مثل
الأرنب وملك الفيلة


زعموا
أن أرضاً من أرض الفيلة، تتابعت عليها
السنون وأجدبت، فقل الماء في تلك البلاد
وغارت العيون، وأصابت الفيلة عطشٌ شديد.
فشكت ذلك إلى ملكها. فأرسل الملك رسله ورواده
للبحث عن الماء في كل ناحية. فرجع إليه بعض
رسله فأخبره بأنه وجد في بعض الأمكنة عيناً
تدعى "القمرية" كثيرة الماء. فتوجه ملك
الفيلة بفيلته إلى تلك العين ليشربن منها.
وكانت تلك الأرض أرض أرانب. فوطئت الفيلة
الأرانب بأرجلها في أوكارها فأهلكن أكثرها.
فاجتمع البقية من الأرانب إلى ملكها فقلن لن:
قد علمت ما أصابنا من الفيلة، فاحتل لنا قبل
رجوعهن علينا، فإنهن راجعاتٌ لوردهن
ومفنياتنا عن آخرنا. فقال ملك الأرانب:
ليحضرني كل ذي رأي برأيه. فتقدم أرنبٌ ذكيٌ
يقال له فيروز، وقد كان الملك عرفه بالأدب
والرأي، فقال: إن رأى الملك أن يبعثني إلى
الفيلة ويبعث معي أميناً يرى ويسمع ما أقول
وما أصنع ويخبره به، فليفعل. فقال له ملك
الأرانب: أنت أميني، وأنا أرضى رأيك، وأصدق
قولك، فانطلق إلى الفيلة وبلغ عني ما أحببت،
واعمل برأيك، واعلم
أن الرسول به وبرأيه وأدبه يعتبر عقل المرسل
وكثيرٌ من شأنه، وعليك باللين والمواتاة،
فإن الرسول هو يلين القلب إذا رفق، ويخشن
الصدر إذا خرق.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فانطلق
الأرنب في ليلةٍ القمر فيها طالعٌ، حتى
انتهى إلى موضع الفيلة. فكره أن يدنو منهن
فيطأنه بأرجلهن، وإن لم يردن ذلك، فأشرف على
تل فنادى ملك الفيلة باسمه وقال له: إن القمر
أرسلني إليك، والرسول مبلغٌ غير ملوم، وإن
أغلظ في القول. فقال له ملك الفيلة: وما
الرسالة؟ قال: يقول لك القمر إنه من عرف فضل
قوته على الضعفاء فاغتر بذلك من الأقوياء،
كانت قوته وبالاً عليه، وإنك قد عرفت فضل
قوتك على الدواب فغرك ذلك مني أنا القمر
فعمدت إلى عيني التي تسمى باسمي فشربت ماءها
وكدرته أنت وأصحابك، وإني أتقدم إليك وأنذرك
ألا تأتيها فأعشي بصرك وأتلف نفسك. وإن كنت
في شك من رسالتي، فهلم إلى العين "القمرية"
من ساعتك، فإني موافيك بها.



فعجب
ملك الفيلة من قول فيروز، وانطلق معه إلى
العين. فلما نظر إليها رأى ضوء القمر في
الماء. فقال له فيروز: خذ بخرطومك من الماء
واغسل وجهك واسجد للقمر. ففعل. ولما أدخل
خرطومه إلى الماء فحركه، خيل إليه أن الماء
يرتعد، فقال ملك الفيلة: وما شأن القمر
يرتعد؟. أتراه غضب من إدخال خرطومي في الماء؟.
فأجابه الأرنب الذكي فيروز: نعم، وإنه
سينتقم منك انتقاماً رهيباً، فخاف الفيل
وتاب إليه مما صنع، وعاهد على أن لا يعود هو
ولا أحدٌ من فيلته إلى العين.



مثل
الماكر والمغفل


قال
كليلة لدمنة: لا تلجأ في أعمالك إلى الكذب
والمكر والخديعة لئلا يصيبك ما أصاب ذلك
الرجل الخبيث شريك الرجل المغفل.



فسأله
دمنة: وكيف كان ذلك؟



قال:
زعموا أن رجلين، أحدهما خبيثٌ والآخر مغفل.
عقدا شراكةً بينهما. فبينما هما يتمشيان
مسافرين في الريف إذ وجدا صرةً فيها ألف
دينار، فأخذاها ورجعا متوجهين إلى مدينتهما.
فلما أصبحا قريبين من المدينة قال المغفل
للخبيث: خذ نصفها وأعطني نصفها.



فقال
الخبيث، وكان قد أضمر أن يأخذها كلها: "لا..
فإن من واجبي أن أنصحك بما فيه مصلحتك.. وذلك
أن يقبض كل واحدٍ منا بضع دنانير قليلة
لينفقها في حاجاته، وندفن بقية الدنانير في
مكانٍ حريز، فإذا احتجنا إليها عدنا
وأخذناها".



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فوافقه
المغفل على ذلك، ودفنا صرة الدنانير تحت
شجرةٍ كبيرة ضخمة، وبعد يوم رجع إليها
الخبيث فأخذها كلها وانصرف.



وبعد
أسبوع لقيه المغفل فقال: أخرج بنا إلى
وديعتنا فلنقبضها.



فانطلقا
إلى ذلك المكان، فاحتفراه، فلم يجدا شيئاً.
فراح الخبيث يندب وينتف شعره ويدق صدره
ويقول: "لا يثقن أحدٌ بأحد. أنت رجعت إليها
فأخذتها". فكان المغفل يحلف له أنه ما فعل
ذلك.



ثم
أمسك الخبيث بتلابيب المغفل وذهب به إلى
القاضي فقص عليه الأمر. فسأله القاضي: "هل
من يشهد؟". قال: "نعم.. الشجرة تشهد لي
بما أقول".



فأنكر
ذلك عليه القاضي أشد الإنكار، ثم قال لهما:
ارجعا إلي غداً لنذهب معاً على تلك الشجرة
فنسألها.



فانصرف
الخبيث إلى أبيه وأعلمه بذلك وقال: إني لم
أقل ذلك إلا لأمر قد خططت له جيداً. فإن أنت
طاوعتني أحرزنا المبلغ الذي أخذناه، وأضفنا
إليه مثله من المغفل.



فسأله
أبوه: وما هي خطتك؟



أجاب:
إن تلك الشجرة الضخمة جوفاء، فيها مدخلٌ لا
يرى، فأنا أحب أن تذهب الليلة فتدخلها، فإذا
جاء القاضي فسألها تقول أنت: "المغفل أخذ
الدنانير".



قال
الأب: يا بني. رب امرىءٍ قد أوقعه مكره في
ورطةٍ مهلكة.



قال:
لا تخف.. فإن الأمر يسير.



وظل
الخبيث يغري أباه حتى أقنعه، فذهب فاختبأ في
جوف الشجرة. فلما جاء القاضي ورجاله
والشريكان ووصلوا إلى المكان، سأل الشجرة
فسمع من جوفها صوتاً يقول: "إن المغفل أخذ
الدنانير". فاشتد عجب القاضي، وطاف حول
الشجرة فلم ير شيئاً. فأمر بإحراقها بنارٍ
عظيمة جمعوا لها حطباً كثيراً.



فلما
دخل الدخان على الأب المختبئ، ووصل إليه وهج
النار تصبر وتصبر إلى أن صاح مستغيثاً،
فأخرج بعدما أشرف على الموت. ثم عاقبه القاضي
وابنه، فمات الأب وانصرف به ابنه يحمله
ميتاً، ورجع المغفل وقد أخذ الدنانير كلها.



وإنما
ضربت لك هذا المثل لتعرف أن الخديعة والمكر
ربما كان صاحبهما هو المغبون أي الخاسر.



يتبع
في القصه المقبله..ودي لكم : بشوش
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ﮘـبڑيـأإء بًرشٍلـۈنٍيـﮧ™
مميزه
مميزه
ﮘـبڑيـأإء بًرشٍلـۈنٍيـﮧ™


انثى
₪ عدد المساهمات : 4112
₪ العمر : 25
₪ العمل/الترفيه : طالبـﮧ التصـميم ❤
♬ المزاج : رآيقـﮧ ❤
₪ تاريخ الانضمام : 19/06/2011

كتاب كليلة ودمنة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب كليلة ودمنة    كتاب كليلة ودمنة  Emptyالسبت أكتوبر 29, 2011 1:43 pm

مشكوره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ask.fm/Daaanaaa
 
كتاب كليلة ودمنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لغتي الجميله)الصف الرابع الفصل الدراسي الأول(كتاب المعلم+كتاب الطالبة+كتاب النشاط)
» كتاب الجنائز
» كتاب الجنائز
» كتاب الزكاة
» كتاب الأعكاف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى انمي لوڤرس - Anime Lovers - :: الأقسام العامة :: ▸ قسم الشعر والروايات | Novels◂-
انتقل الى: