منتدى انمي لوڤرس - Anime Lovers -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى انمي لوڤرس - Anime Lovers -دخول

description القول المبين في أخطاء المصلين Empty القول المبين في أخطاء المصلين

more_horiz

أما الفصل السابع والأخير :



فعالجتُ
فيه أخطاءً تتعلّق بصلاة أهل الأعذار والصلوات الخاصة وغيرها من الإِفاضات
والإِضافات ، وكان هذا الفصل بمثابة شذرات متفرّقات ، ومن ثم ختمتُ الكتاب
بأحاديث موضوعات وواهيات دارجة على ألسنة الناس في الصلاة .


وقد رَعَيْتُ في كتابي هذا مجموعة أُمور :

أولاً
: تعرّضتُ إلى الأخطاء الشّائعة الدّارجة ، وبيّنتُ الصّواب عقب ذكر الخطأ
، واخترتُ منها ما تكون الحاجة إلى معالجته ماسة ، والضّرورة إلى معرفته
ملحة .


ثانياً : عرضت الأخطاء ومعالجتها عرضاً يناسب أهل العصر ، على اختلاف درجاتهم في الثّقافة والفهم .

ثالثاً : ليس كلُّ خطأ مبحوثٍ في هذا الكتاب ، يترتّبُ عليه بطلان الصّلاة أو الإثم ، وإنما فيه
قسمٌ من المختلَف فيه بين العلماء ، وأشرتُ إلى الخلاف في الأعم الأغلب ،
واعتبرتُ المختلَفَ فيه خطأ ، إن كان الدليلُ الصّحيحُ على خلافه ، أو لم
يقم عليه دليل ، إذ الأصل في العبادات المنع ، حتى يأتي دليل الصحيح على
مشروعيتها ، أو كان دليلُه غير صحيح ، أو غير ظاهر ، وهنالك أظهر منه ، أو
كان الإجماع
(1) على أن الأفضل خلافُهُ ، فعلاً كان أم تركاً ، ولكن الخلافَ في البطلان أو الحرمة ونحوهما ، إذ ليس مقصودُنا إلا ذكر ما يخالف هديه r الشائع بين المصلّين ، وتبيين الصواب فيه ، الذي كان يفعله r
هو ، فإنه قِبلَةُ القصد ، إليه التوجُّهُ في هذا الكتاب ، وعليه مدارُ
التّفتيش والطّلب ، وهذا شيء ، والجائز الذي لا ينكر فعلُه وتركُه شيء ،
فنحن لم نتعرض في هذا الكتاب لما يجوز ، ولما يحرم
(1)، وإنما مقصودُنا فيه هديُ النبي r الذي كان يختاره لنفسه ، فإنّه أكملُ الهدي وأفضلُه .

فبيّنتُ في هذا الكتاب كلّ فعل يفعله المصلّون مخالف لهدي النبي r وما أرشد إليه ، وأرجو إنْ تجنّب المصلى الأخطاء التي عالجتُها فيه ، أن يلمس أثر الصّلاة ، من طمأنينة قلب ، وراحة فؤاد في
الدّنيا ، وأن تنقذ من مصائب الدّنيا ، وأهول القيامة ، وان تعمل على ذهاب
سيّئاته ، وترتقي به إلى أعلى مقاماته . ولا بُدّ ـ أخي المُصلّي ـ من
الوقوف على الخطأ لتجنّبه ، على حدّ قول الشاعر :


عـرفـتُ الـشـر لا لـلشـــ ــر لـكــن لـتــوقــيــه

ومـن لا يــعــرف الـشًّـرًّ مـن الـخيـر يـقـع فـيــه

وهذا المعنى مستقى من السنّة ، فقد قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان النّاس يسألون رسول الله r عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .

ولهذا
كان من الضّروري جدّاً تنبيهُ المسلمين إلى أخطائهم في الأقوال والأفعال
التي دخلت في الدّين ، خوفاً من خفائها على بعضهم فيقعوا فيها ، متقرّبين
بها إلى الله سبحانه وتعالى !! ومن أهم ما ينبغي تبيينُه لهم : أخطاؤهم في
الصّلاة ، وتكاسلهم عن هدي النبي r
فيها ، لأن الصّلاة بمنزلة الهدية التي يتقرّب بها النّاسُ إلى ملوكهم
وكبرائهم ، فليس مَنْ عمد إلى أفضل ما يقدر عليه ، فيزينه ويحسّنه ما
استطاع ، ثم يتقرّب به إلى مَنْ يرجوه ويخافه ، كمن يعمد إلى أسقط ما عنده
وأهونه عليه ،فيستريح منه ، ويبعثه إلى مَنْ لا يقع عنده بموقعٍ ، وليس
مَنْ كانت الصَّلاةُ ربيعاً لقلبه وحياةً له ، وراحةً وقرةً لعينه ،
وجلاءً لحزنه ، وذهاباً لهمّه وغمّه ، ومفزعاً إليه في نوائبه ونوازله ،
كمن هي سُحْتٌ لقلبه ، وقيْدٌ لجوارحه ، وتكليف له ، وثقل عليه ، فهي
كبيرة على هذا ، وقرة عين وراحة لذلك .


قال تعالى : ﴿ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾(2).

فإنما
كبرت لخلوّ قلوبهم من محبّة الله تعالى وتكبير وتعظيمه والخشوع له وقلّة
رغبتهم فيه ، فإن حضور العبد في الصّلاة وخشوعه فيها ، وتكميله لها ،
واستفراغ وسعه في إقامتها وإتمامها على قدر رغبته في الله .


قال
الأمام أحمد : إنما حظُّهُم من الإسلام على قدر حظّهم من الصّلاة ،
ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصّلاة ، فاعرف نفسك يا عبد الله ،
احذر أن تلقى الله ـ عزّ وجلّ ـ ولا قدر للأسلام عندك ، فإن قدر الإسلام
في قلبك كقدر الصّلاة في قلبك
(1).

وقال
أيضاً :واعلموا أنه لو أن رجلاً أحسن الصّلاة ، فأتمّها وأحكمها ، ثم نظر
إلى مَنْ أساء في صلاته وضيَّعها ، وسبق الإمامَ فيها ، فسكت عنه ، ولم
يعلّمه إساءته في صلاته ومسابقته الإمام فيها ، ولم ينهه عن ذلك ، ولم
ينصحه ، شاركه في وزرها وعارها . فالمحسن في صلاته ، شريك المسيء في
أساءته ، إذا لم ينهه ولم ينصحه
(2).

فأنعم
النّظر _ أخي المصلّي _ فيما سطرتُه في هذه الورقات ،فإن اقتنعتَ بها ،
وخالطتْ بشاشة الإِيمانِ في قلبك ، فاعملْ على نشرها ، واحرص على تعليمها
، لا سيّما لمن لك سلطة عليه ، كأهل بيتك ، أو تلاميذك ، أو جمهور
المصلّين ، إنْ كنت إماماً أو واعظاً ، فإن سكتّ، شاركتَ المسيئي صلاتهم
في إثمهم _ والعياذ بالله تعالى _، كما قال إمامُ أهل السنّة أحمد بن
حنبل.


وأخيراً … ((
لاينبغي لأحدٍ من المسلمين أن يتّخذ من الخلاف في المسائل المبحوثة
وأشباهها، وسيلة إلى النّزاع والتّهاجر والفرقة، فإن ذلك لا يجوز للمسلمين(3)،
بل الواجب على الجميع بذل الجهود في التّعاون على البرّ والتّقوى ، وإيضاح
الحق بدليله ، والحرص على صفاء القلوب وسلامتها من الغلّ والحقد من بعضهم
على بعض ، كما أن الواجب الحذر من أسباب الفرقة والتهاجر ، لأن الله
سبحانه ، أوجب على المسلمين ان يعتصموا بحبله جميعاً ، وأن لا يتفرقوا ،
كما قال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾(4).


وقال النبي r : (( إن الله يرضى لكم ثلاثاً : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا

بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ))(1)

فعلينا
جميعاً ـ معشر المسلمين ـ أن نتقي الله ـ سبحانه ـ وأن نسير على طريقة
السَّلف الصّالح قبلنا في التّمسك بالحق والدّعوة إليه ، والتّناصح فيما
بيننا ، والحرص على معرفة الحق بدليله ، مع بقاء المحبّة والأخوّة
الإيمانية ، وعدم التقاطع و التّهاجر من أجل مسألة فرعيّة ، قد يخفى فيها
الدّليل على بعضنا ، فيحمله اجتهادُه على مخالفة أخيه في الحكم .


فنسأل
الله بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى ،أن يزيدنا ـ وسائر المسلمين ـ هدايةً
وتوفيقاً ، وأن يمنحنا جميعاً الفقه في دينه ، والثّبات عليه ، ونصرته ،
والدّعوة إليه ، إنه وليّ ذلك ، والقادر عليه .


وصلى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه ، وعظّم سنّته إلى يوم الدّين ))(2)

description القول المبين في أخطاء المصلين Emptyرد: القول المبين في أخطاء المصلين

more_horiz
شكرا

description القول المبين في أخطاء المصلين Emptyرد: القول المبين في أخطاء المصلين

more_horiz
ثاآنكســــ^_^
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد