علمتني الحيااة

علَّمتني الحياة ..!!
)(

علَّمتني الحياةُ ألَّا أضعَ ثقتي التامَّةَ في أىِّ إنسانٍ مهما كان .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أوافقَ أحدًا على كلامه إلَّا بعد التَّثَبُّتِ مِن صحة هذا الكلام .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الحُبَّ الحقيقىَّ كان في زمن النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وفي زمن صحابته رضى اللهُ عنهم ، وأنَّ حُبَّ اللهِ تعالى وحُبَّ رسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُقدَّمان على أىِّ حُبٍّ .

علَّمتني الحياةُ أنَّ كلمةَ ( حُبّ ) قد تُمحَى مِن قلوب الكثيرين .

علَّمتني الحياةُ أنَّ القَسوةَ لا تُولِّد إلَّا القسوة ، وأنَّ الجفاءَ لا يُولِّد إلَّا العُنفَ والبغضاء .

علَّمتني الحياةُ أنَّ السعادةَ أمرٌ صعب المنال ، فمَن نالها في الدنيا قد لا ينالها في الآخرة ، وأنَّ السعادةَ الحقيقيةَ والَّلذةَ التي لا تعدلها لَذَّة تتمثَّلُ في طاعةِ الله عَزَّ وجلّ .

علَّمتني الحياةُ أنْ لا أحدَ يُعطي مِثلَ الله سُبحانه ، ولا أحدَ يعفو مِثله .

علَّمتني الحياةُ أنَّ أصدقَ قلبٍ حَوَى أجملَ مشاعر ، هو قلبُ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وهو القائلُ عنه رَبُّه سُبحانه : (( بِالمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَحِيمٌ )) .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أفِكِّرَ في شئٍ قد يكونُ ضرره أكبرَ مِن نفعه ، فرُبَّما تحقَّقَ يومًا فأشعرني بالندم .

علَّمتني الحياةُ أنْ أتوقعَ الأفضلَ دائمًا ، وإنْ لم يتحقق .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الصدمات قد تتوالى على المرء حتى لا يكاد يتأثَّرُ بها ، وكأنَّه أخذ مناعةً ضِدها .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الابتسامةَ والضحكات قد تُخفي وراءها كثيرًا مِن الهموم والمُشكلات .

علَّمتني الحياةُ أنَّ التَّسَرُّعَ في أخذ القرارات قد يضُرُّ مِن حيثُ يَظنُّ صاحبُه أنَّه ينفع .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أنشرَ عيبًا في غيري ، وأنْ أجعلَ النصيحةَ بيني وبينه ، حتى يقبل نُصحي ، ويُحاولُ إصلاحَ عيبه .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الدمعَ قد يجِفُّ مِن هول الصدمة .

علَّمتني الحياةُ أنَّ مَن كان له هدفٌ واضحٌ يسعى إليه ، لم تُعرقله العوائقُ والصعوبات .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أحزنَ على شئٍ فيها ، وألَّا أنظرَ لزُخرفها ، فهى زائلة .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أتتبَّعَ أخطاءَ الآخرين ، وألَّا أبحثَ عن عثراتهم ، فكما تدينُ تُدان .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الغُربةَ قد لا تتواجد في مُحيط الشخص الخارجىِّ فقط ، بل قد تكونُ داخله .

علَّمتني الحياةُ أنَّ هناكِ تفاوتًا كبيرًا بين البشر وفي كُلِّ شئ .

علَّمتني الحياةُ أنَّ تشابه الأحوال والصفاتِ لا يعني أبدًا تشابه القلوب وتقاربها .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أبوحَ بمشاعري لِمَن لا يُقدِّرها ، ولا يستطيعُ فهمها أو تفسيرها كما أردتُها .

علَّمتني الحياةُ أنَّ صاحِبَ العِلم والدين هو مَن يستحق الاحترامَ والتقدير .

علَّمتني الحياةُ أنْ أتوقعَ حدوثَ أىِّ شئٍ مِن أىِّ شخصٍ وفي أىِّ وقت .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أحزنَ على الماضي ، فقد ذهبَ بما فيه ، وألَّا أهتمَّ بالمُستقبل ، فهو غيبٌ لا يعلمه إلَّا الله وحده .

علَّمتني الحياةُ أنَّ مَن فعل الخيرَ وبذلَ أسبابَه ، فلا عليه بالنتيجةِ وإنْ تأخَّرت .

علَّمتني الحياةُ أنْ أفعلَ المعروفَ ولا أنتظرُ شكرًا مِن أحد ، فما عند اللهِ خيرٌ وأبقى .

علَّمتني الحياةُ أنَّ دوامَ الحال مِن المُحال ، وأنَّ الإنسانَ مُتقلِّبٌ ما بين حُزنٍ وفرح ، وضيقٍ وتعب ، وألمٍ وأمل .

علَّمتني الحياةُ أنَّ مَن أحبَّ أخًا له في الله ، عمل على إصلاح عيوبه ، ونبَّهه إلى أخطاءه ، ونَصَحَ له .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الصداقةَ الحقيقية لا تتأثَّرُ بالمواقف والأحداث ، وأنَّ ما وقع مِن أحد الصَّدِيقَيْن في وقتٍ ما قد لا يُعبِّرُ عن شخصيته الحقيقية أو عن وِجهةِ نظره .

علَّمتني الحياةُ أنَّ الحُبَّ كلمةٌ لا تُشترَى ، وأنَّ الإنسانَ قد لا يملكُ السيطرةَ على قلبه بأنْ يُحِبَّ هذا أو يُبغضه ، فرُبَّما أحبَّ المرءُ إنسانًا ضعيفَ الإيمان كثيرَ المعاصي ، ورُبَّما أبغضَ شخصًا صالحًِا مُستقيمًا على دين الله ، ولا تحكُّمَ له في ذلك .

علَّمتني الحياةُ ألَّا أُسئَ الظنَّ بمُسلمٍ لمُجرَّدِ موقفٍ صدر منه ، فلعلَّه أخطأ أو نسي أو سها أو تصرف بحُسن نية ، وأنْ أعفو عنه ، فقد تجاوز اللهُ تعالى لأمَّةِ الإسلام عن الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه ، كما جاء في حديث النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فكيف لا يتجاوز البشر ..؟!

علَّمتني الحياةُ ألَّا أُصدِّقَ كُلَّ ما أسمع أو أرى ، فإنَّ عَمَّار بنَ ياسرٍ - رضى اللهُ عنه - نطق بكلمةِ الكُفر مُكرَهًا .

علَّمتني الحياةُ أنَّ أكثرَ المُشكلاتِ تقعُ بسببين : إمَّا العِنْد ، أو سوء الظَّن .

علَّمتني الحياةُ أنَّ مَن لا يُخطئ لا يتعلَّم .

علَّمتني الحياةُ أنَّ تقاربَ الأجساد لا يعني تقاربَ القلوب ، وأنَّ القلوبَ المُتحابَّةَ في الله هى القلوب المُتقاربة .