--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لو نظرنا في حال كثير من الناس لوجدناهم يعانون من
بعض الكآبة والحزن والإحباط ،، ومرد ذلك شعــورهــــم
بعدم الرضى عن واقعهم ،، حتى الذين نعتقد أنهـــم
يملكون مايساعدهم لتحقيق الساعدة نستغرب انهـم
يشعرون بشئ من الكآبة فما الأسباب ؟؟
حين يجعل الإنسان الدنيا كل همه ويسعى إليهــا بكل
جهده متناسياً نعيم الآخرة وما أعد الله للمؤمنين في
الآخرة ،، لايتحقق لها الرضى من الدنيا مهما أوتي منها
لأن الإنسان لو أعطى وادٍ من ذهب لطلب الثاني ولن
يملئ فاه إلا التراب ،،
بعض الأخوات المتأخرات بالزواج والمطلقات والأرامل
ينظرن للمتزوجات ويعتقدن أنهن سعيدات ،، ومايعلمن أنه
حتى المتزوجة التى رزقت بالأبناء والزوج الصالح والبيت
الهادئ حين تكون الدنيا أكبر همها لا تكتفي بما أعطيت
بل تطلب المزيد ،، وتشعر بالكآبه وبعض الضيق لعدم
حصولها على ماتريد من الدنيا ،،
ولهذا فإن من جعلت همها الآخرة وسعت إليها وزهدت
بما في الدنيا من متاع وأستغلت وقتها في تقديم عمل
يسبقها للدار الآخرة وابتعدت عن المعصية شرح الله صدرها
بالإيمان ورزقها من حيث لاتحتسب ،،
لا أقول أن عليها أن تتزمت في دينها وتتطرف حتى تصل
إلى الغلو المنهى عنه ،، بل تكون وسطية بعيدة عن
المعصية ترطب لسانها بالذكر والشكر والحمد بدل التعرض
للناس وأعراضهم وأكل لحومهم ،،
قال رسولنا الكريم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
الصحة والفراغ ) كثير من الناس يتعرض للغبن والندم حين
تعتل صحته فيمنى لو كان عمل بصحته أعمال خير ،،
وكثير من الناس حين ينشغل يشعر بالغبن والندم حين
كان لديه وقت فراغ لم يستغله في مايزيد من أجره عند
الله ،، ولو تذكرنا من ماتوا وكيف يتمنون العودة للحياة لو
ساعة واحده ليعملوا خير يتقون به النار ،،
ونحن ولله الحمد ننعم بالصحة والقوة والعافية ولاتزال لدينا
الفرصة لاتقاء النار ،، ومع ذلك ننغمس بحب الدنيا وملذاتها
ونشعر بالأسف والكآبه لما حرمنا منها !!!
نسأل الله أن لايفتنا بالدنيا ولا يجعلها أكبر همنا ولامصدر
لحزننا وكآبتنا وهمومنا فهى لاتستحق منا ذلك 00
