اعلموا رحمني الله وإياكم ان لله الاسماء الحسنى والصفات العلى ومن هذه الصفات الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح محبة الله لعباده.
قال الله (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)[المائدة:54]
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم(إذا أحب الله عبدا نادى جبريل يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبه، فينادي جبريل في ملائكة السماوات: يا ملائكة الله، إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)رواه الترمذي وصححه الالبانى
لكي يحبك الله
اتبع النبي محمد عليه الصلاة والسلام
قال الله(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ)[آل عمران:31]
لكي يحبك الله
تخلق بالاخلاق التالية
الاحسان
قال الله (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة:195]
العدل والقسط في كل شيء
قال الله(وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات:9]
التقوي
قال الله(فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِين)[التوبة:7]
التوبة والطهارة
قال الله(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة:222]
هذا إجمالا وإليك بعض التفصيل،
المتبع للنبي الكريم يحبه الله
" ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ?"
" ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ?" هذه نزلت في وفد نصارى نجران حيث زعموا أنهم يحبون الله ، فقال جل وعلا لمحمد عليه الصلاة والسلام ليخاطبهم بقوله ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ? إن كنتم تزعمون أنكم تحبون الله فليس هذا هو الشأن ولكن الشأن أن يحبكم الله جل وعلا وسبيل محبة الله جل وعلا هو أن تتبعوا رسوله الخاتم محمدا عليه الصلاة والسلام ، لهذا قال من قال من السلف " ليس الشأن أن تُحِب ولكن الشأن أن تُحَب " أخذا من هذه الآية ، ليس الشأن أن تحب الله ليس الشأن أن تحب الإسلام ليس الشأن أن تحب الدين ليس الشأن أن تحب النصرة نصرة الله جل وعلا ولكن الشأن أن تُحَب يعني : أن يحبك الله بأعمالك تلك كلها ، وإذا نظرت فإن النصارى يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه لكن هل هم كذلك ؟ لا ، هذه دعوى مجردة والبرهان الاتباع ? فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ?" الخوارج في الفرق الإسلامية ، الخوارج يزعمون أنهم يحبون الله بل كانت عبادتهم تُحقَر معها عبادة الصحابة كما قال عليه الصلاة والسلام للصحابة في الحديث الذي في الصحيحية وغيرهما قال " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية أينما وجدتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم لمن قتلهم أجرا عند الله " لأنهم أهل صلاة عظيمة وأهل صيام عظيمين وهم يزعمون أنهم أهل محبة الله وهم في قلوبهم من محبة الله الشيء العظيم قلوبهم وجلة خائفة محبون لله لكنهم لما لم يتبعوا السنة ، لم يتبعوا طريقة الصحابة وخالفوا ذلك كانوا أهل وعيد وكانوا من المَرَقة من الدين ، نسأل الله جل وعلا العافية .
وهكذا كل طائفة من طوائف الضلال ، الصوفي الضال أو بعض أهل الابتداع من غيرهم من الفرق الكلامية
المحسن يحبه الله
الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.
أنواع الإحسان:
الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
ومن أنواع الإحسان:
الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].
الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له أثره (يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) [متفق عليه]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَصِل رحمه) [البخاري].
كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة، وصلة)
[الترمذي].
الإحسان إلى الجار: المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه).
[متفق عليه].
ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره) [متفق عليه]. والمسلم يقابل إساءة جاره بالإحسان، فقد جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويُضَيِّقُ علي. فقال له ابن مسعود: اذهب فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حق الجار: (إذا استعان بك أعنتَه، وإذا استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه (ساعدته)، وإذا مرض عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته، وإذا مات اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك (رائحة الطعام) إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده) [الطبراني].
الإحسان إلى الفقراء: المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، وعلى الغني الذي يبخل بماله على الفقراء ألا ينسى أن الفقير سوف يتعلق برقبته يوم القيامة وهو يقول: رب، سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني معروفه، وسدَّ بابه دوني؟
ولابد للمؤمن أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون عمله خالصًا لوجه الله. قال تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم} [البقرة: 263].
الإحسان إلى اليتامى والمساكين: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بأصبعيه: السبابة، والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.
[متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) [متفق عليه].
الإحسان إلى النفس: المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7].
الإحسان في القول: الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى: {وهدوا إلى الطيب من القول}
[الحج: 24]، وقال تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} [البقرة: 83].
الإحسان في التحية: والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله -تعالى-: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86].
الإحسان في العمل: والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
الإحسان في الزينة والملبس: قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31].
جزاء الإحسان:
المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60]. وقال: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30]. وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195].
التائب يحبه الله
" ?إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ?" " التوابون " جمع ( التواب ) و ( التواب ) صيغة مبالغة من التائب ، تاب يتوب توبة وهو التائب ، و ( التائب ) اسم فاعل التوبة أو اسم من قامت به التوبة والمبالغة منه ( التواب ) وتاب بمعنى رجع من شيء إلى شيء ، تاب رجع من شيء إلى شيء ، مثل يعني قريب منه ( ثاب ) و ( آب ) ونحو ذلك .
من هم ( التوابون ) ؟
التوابون هم الذين كثر منهم الرجوع من معصية الله إلى طاعته ومما لا يحبه الله جل وعلا إلى ما يحبه ومن غير الله إلى الله قلبا وجوارحا ، وهذا اسم من أسماء العباد الذين تحققت فيهم هذه الصفة ، والله جل وعلا هو ( التواب ) أيضا فإن من أسماء الله ( التواب ) أليس كذلك ؟ فما معنى ( التواب ) في أسماء الله ؟ .. ( التواب ) في أسماء الله ؟
التواب بمعنى يقبل التوبة كذا ؟ ..
التواب ما هو ؟ يقبل التوبة ، ما الدليل ؟ يعني وين جبت ها الكلام ؟
تواب ، تواب بمعنى يقبل ، أو من الآية " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ " هذا المعنى صحيح أو ليس بصحيح ؟
هذا صحيح بنص الآية " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ " .
فإذن الله جل وعلا ( التوا ب ) بمعنى أنه يقبل التوبة .
هل من معنى آخر ؟..
( التواب ) في أسماء الله جل وعلا متعلق بالتائبين ، وتعلقه بالتائبين تعلقان ، أحد التعلقين قبل التوبة والآخر بعد التوبة .
فالله جل وعلا هو ( التواب ) فتعلقه بالتائب قبل أن يتوب ، هو ( التواب ) على التائب قبل أن يتوب بمعنى هو الذي وفقه وأعانه على أن يتوب ، فهو جل وعلا التواب الذي يوفق التائب إلى التوبة ولو كان العاصي لنفسه دون إعانة ولا توفيق من الله جل وعلا لم تحصل منه التوبة ، لأن أعداء الإنسان كثر والشياطين كثر يريدون أن يضلوه ، فالله جل وعلا تواب بمعنى وفق التائب إلى التوبة ، وأذن له بذلك ، هذا قبل وقوع التوبة .
وبعدها بعد وقوع التوبة ، الله جل وعلا ( التواب ) بمعنى أنه يقبل التوبة عن عباده ويحقق أثر القبول وهو الاعتداد بها يقبل التوبة ويحقق أثر القبول وهو الاعتداد بها ، ما أثر قبولها ؟
أن تمحى عنه سيئاته " التوبة تجب ما قبلها " " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا " أجمع المفسرون على أنها نزلت في التائبين .
إذن قوله تعالة هنا " ?إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ?" هؤلاء هم العباد ، ومن أسماء الله ( التواب ) وعرفت أن التواب في أسماء الله جل وعلا له جهتان : جهة قبل وقوع التوبة من العبد وجهة بعد ذلك ، وكلها صحيحة دلت عليها الآيات .
المتطهر يحبه الله? وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ?" الذين تطهروا من أنواع النجاسات الحسية والمعنوية
صاحب الثقوى يحبه الله
التقوى ) اسم جامع لطاعة الله واجتناب معصيته ، هذه هي التقوى ، ، وأصلها من ( الاتقاء ) اتقاء الشيء ، تقول ( اتقيت الشيء بالشيء ) إذا جعلت بينك وبينه وقاية فتقوى الله جعلت بينك وبين عذاب الله وعقابه وقايةومنأهم هذه الوقايات الصيام
قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
ومن هذم الوقايات الصدقة
قال النبي الكريم (اتقوا النار ولو بشق تمرة)
اللهم اجعلنا من الذين تحبهم وارحمنا برحمتك وتقبل منا الاعمال الصالحة
سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين