قصة جميلة خيالية

نبدأ بالقصة

منذ زمن بعيد نشأت علاقة صداقة قوية بين الحذاء و القدم.

لكن حصل مرة ان تخاصم الإثنان،في ايهما افضل و اكثر نفعاً من الآخر.

إنزوى الحذاء في زاوية صغيرة،و أخذ يفكر.

يقول الحذاء: لولا جلدي الناعم و مساميري القوية، لما استطاعت القدم السير في الشوارع،وقطع المسافات الطويلة،فأنا احفظها من البرد القارس،و أوفر لها المكان الدافىء.

و عند هطول الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء لا تجد غيري يحميها، و يستر جلدها.و هي لا تقول لي حتى كلمة شكر، ولا أجد منها العناية و الاهتمام،و اقصى ما تفعله ان تستبدلني بحذاء آخر حينما اشيخ.

لكنها سترى من هو الأكثر حاجة بالنسبة للآخر.

كانت القدم ايضا تركن في زاوية وهي عابسة.

و تحدث نفسها قائلة: هذا الحذاء مغرور جدا.

لم اصادق من قبل حذاء مثله،فهو لا يدرك انه لولاي لما شاهد الحدائق و الأسواق و شاطئ البحر، إنه يمكر فضلي..

يجب ان اعاقبه هذه المرة و اعلمه درساً لن ينساه ابداً.

بعد فترة ارادت القدم التوجه الى السوق لقضاء بعض الحاجات الضرورية.فجأة تذكرت انها بلا حذاء.

فقالت:ما العمل الآن؟هل من المعقول ان اخرج بلا حذاء؟سيبلي جلدي الألم.

كان الحذاء هو الآخر يفكر حزيناً،لأنه لم يخرج هذا اليوم،و لا يدري متى سوف يبقى مسجوناً في البيت.

وصل أمر الشجار بين الحذاء و القدم الى مسمع الساعة،فقالت و هي تخاطب الحذاء و تندب حظها العاثر.

لست الوحيد اللذي يلاقي الإهمال و التجاهل،فأنا الأخرى اشاراكك الحزن و الألم.على الرغم من الجميع الأعمال التي اؤديها في احتساب الوقت و تنظيم المواعيد بالساعة و الدقيقة و الثانية.

و اظل اعمل و اعمل ليلاً و نهاراً،صبحاً و مساءً على مدار الأربع و العشرين ساعة ساعة بدون توقف.

مع ذلك صديقتي اليد لا نقدر اهميتي و لا تضعني في امكان المناسب، بل ترميني في اي مكان يحلو لها، لذا انا اقف في صفك ايها الحذاء ضد اإهمال و التجاهل.

غضبت اليد اشد الغضب، و قالت:سوف تندمين ايتها الساعة الجاحدة على هذا الكلام القاسي.و ستعرفين عما قريب،من هو الأفضل بالنسبة للآخر،انا او انت.

قال القلم: انا بدوري انضم في صفكما،فقد كنت اتصور بأنني سوف اعيش حياة سعيدة و جميلة و انا انقل الأفكار الى الورق، راسما المناظر الملونة و مكتشفاً الحروف و الكلمات المعبرة.

ولم اتعب يوما من الكتابة و الجري فوق السطور و السابحة على الورق.لكنني تعبت من سوء الاستعمال و عدم الإهتمام.

لذا انا اقف معكما يا اصدقائي الحذاء و الساعة ضد الإهمال و التجاهل.

قالت اصابع اليد:حتى انت ايها القلم اصبحت تفكر بطريقة انانية، ولا تفرق بين الخطأ و الصواب.

ألا تعرف أنك لا تتحرك فوق الورق إلا بفعل أوامر مني.

لكنني منذ هذه اللحظة قررت ان اقطع علاقتي معك.

قال المشط الزاهي مبدياً تعاطفه مع الحذاء و الساعة و القلم: اكثر ما يحزنني يا اصدقائي في هذا العالم هو نكران الجميل، فنحن نصنع الفعل الحسن، و غيرنا لا يثمن هذا المعروف.

فأنا على سبيل المثال أمضي دقائق طويلة امام المرآة اصفف خصلات الشعر و أجعله منبسطاً و احيناً متموجاً، ليبدو صاحيه في منتهى الأناقة و الجمال، مع ذلك لا احد يقول لي كلمة شكر او تقدير.

و كل ما اجنيه هو الإهمال و التجاهل.

كان الرأس المدبر ينصت مستمعاً للقصة كاملة، وقال هامساً: اذا كان هناك خطأ فلا بد من اصلاحه، و لكي نحافظ على توهج المصباح يجب ان نضيف له الزيت.

و للمحافظة على صداقتنا مع الآخرين عند وقوع الأخطاء لا بد من إستعمال الكلمة السحرية.

و بعدها ارسل الرأس المفكر إشارة سريعة الى القدم، فهمت القدم مغزى الإشارة المضيئة.

فدنت حتى اصبحت قريبة الى الحذاء.

و قالت بصوت ناعم: انا آسفة يا صديقي الحذاء، لقد اخطأت بحقك و انت تستحقركل العناية و الإهتمام.

تطلع الحذاء نحو صديقته بعين لامعة،و قال : انا ايضاً آسف لقد سبقتني في القول، لذا اتوسل اليك قبول اعتذاري.

التكملة بعد الردود و التقاييم

يسلموو

يسســــلمووو