بعد سنوات، سيكبر أبناءنا وأحفادنا، لا أعلم تحديدا كيف سيكون وضع العالم الإسلامي ومقدساته حينها.
ربما سيكبرون على مزيد من الأراضي الإسلامية تحت الاحتلال والإذلال، المزيد من المقدسات والمدن الفلسطينية هودت، ربما لن يكون هناك وجود للهوية الفلسطينية العربية
ربما لن يكون هناك مسجد يدعى الأقصى وقتها، لأنه سيكون معبدا يهوديا بعدما سلب منا.
عندها سيسألنا أبناؤنا وأحفادنا أين كنتم وقتها يا والدي؟
ماذا كنتم تفعلون؟
تخيل نفسك حين يسألك طفلك، أبي، لقد أخذنا اليوم في المدرسة، موضوعا عن القدس و المسجد الأقصى، ولكن يا أبي أين هو المسجد الأقصى؟، وكيف يمكن الوصول اليه؟ فأجر الصلاة فيه مضاعف!..
بما ستجيبه؟، لم يعد هناك مكان يسمى المسجد الأقصى، فقد استولى عليه اليهود...
ولكن متى استولوا عليه، وكيف؟ ماذا كنت تفعل يا أبي؟ ماذا كنت تفعلين يا أمي؟
ربما لن تضطر لإجابة هذا السؤال، إن لم يكن هناك وقتها ذكر للمسجد الأقصى في المناهج الدراسية أو وسائل الإعلام، فبعد أن فرطنا به، ارتأينا أن ننساه مطلقا ونغيبه عن تفكيرنا و حياتنا..
فهناك الكثير من المشاغل والالتزامات الأخرى...
قل لي بالله عليك بما ستجيب طفلك وحفيدك، كنت منهمكا بالدراسة والعمل، كانت الامتحانات صعبة، ومهام العمل كثيرة...
لم استيقظ إلا على خبر انهيار المسجد الأقصى وبناء الهيكل، فقد كنت منشغلا بمتابعة مباريات الدور الأسباني..
كنت مدعوا لحضور حفل زفاف قريب لي...
أو ربما لم يصلك الخبر أصلا! ربما لأنه لم يكن لديك تلفاز لتعرف الأخبار
أو لم تصلك تكنولوجيا النت؟
أو لا توجد صحف تباع يوميا بمتابعة الأحداث...
ولا توجد خدمات للرسائل القصيرة التي تصل للجوال بالاخبار اليومية والعاجلة..
هل حقا لم يصلك الخبر
هل حقا لم تكن موجودا وقتها
ربما لم تكن قد ولدتك أمك بعد؟ على الرغم من أنك كنت بالعشرينات أو الثلاثينات من عمرك !!!
هل كانت البلاد تعيش في جهل ديني، فلا دعاة ولا كتب علمية ولا أشرطة تباع ولا سيدات تطبع!!!
أم كنت في صومعتك في الجبل تؤدي طقوس العبادة بعد أن اعتزلت المجتمع لكثرة المعاصي والانحراف...
أم كنت مصابا بالصمم والعمى...
والشلل؟؟؟
هل كنت طريح الفراش في غرفة الانعاش لا تتدري بشيء من حولك؟؟
أين كنت وقتها ؟ أين؟
وماذا فعلت...
ألن تخجل يومها من طفلك؟!
فهل ستخجل حين تلقى نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم؟
ماذا حين تقف بين يدي ربك الواحد الأحد؟
و يسألك عن ثالث المساجد التي تشد اليها الرحال...
عن أولى القبلتين
عن مسرى حبيبك محمد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم...
ماذا كنت تفعل وقتها ؟؟؟
شذى عيسى
نورة سماحة عضو جديد
₪ عدد المساهمات : 13₪ العمر : 34₪ العمل/الترفيه : كمبيوتر♬ المزاج : رائقة₪ تاريخ الانضمام : 18/08/2014
أقداحي تملؤها جروح من الآخرين وأقضي ساعاتي في حزن و أنين
ها أنا اكتب حروفي دون شعوراً مني وها أنا أسابق كلماتي لعلي امنعها من البوح
الـــيـــوم
أضيء شمعة أضع أكليل من الزهور على قبر سعادتي التي وافتها المنية لا ادري أين سيأخذني الزمن ؟ و بأي اتجاه ؟ والى أي شاطئ سيلقي بي منتصف اليوم بعد الليل
سأكبر
21 شمعة ستطفئ 21 دمعة ستذرف 21 أمنية سأتمنى أتمنى أن أهجر كل ساعة حزن
أتمنى...... أتمنى.......
سأبقى أتمنى حتى تشرق شمس يوم جديد لعل شيئاً من أمنياتي تتحقق
خنساء جرارعه
نورة سماحة عضو جديد
₪ عدد المساهمات : 13₪ العمر : 34₪ العمل/الترفيه : كمبيوتر♬ المزاج : رائقة₪ تاريخ الانضمام : 18/08/2014
ونُسأل عن السبب، فنكتفي بالصمت ردا، لأن الجواب كان فيما مضى
صغيرا جدا، لكنه بعد سنين وسنين كبر في أعماقنا كطفل ينمو، كشجرة تثبتت في القلب
حتى صار بها يضيق.
صار الهم مرضا مزمنا، يعيش معنا ويرهقنا،
ينام في أسرتنا ويتسلل لأحلامنا، فيحيل أفراحنا أحزانا، يأكل من أوعيتنا فيفقد الطعام لونه وطعمه
ونخاف عندما يحل المساء من أن يغتال الهم حلما في طريقه إلينا.
نبكي أحيانا كثيرة، نبكي وحولنا من يجالسنا من بشر، لكنهم لا يرون الدموع وإن سحت سحا وانهمرت حتى كسيل المطر.
ربما لأننا طوال فترة انقضت، أجدنا فن الاختفاء والإخفاء، فاختفينا سويا نحن وبقايا الأحلام في مغارات الحياة.
لكننا وبكل تأكيد لم ننس أن نأخذ الحزن معنا هناك، أو ربما التحق بنا لأنه لم يستطع أن يعيش بدوننا، لقد أصبحنا من الأعزاء جدا على قلبه، هذا إن كان لديه قلب .
ورغم كل شيء ورغم الأرق العميق، الذي سيزورك كل مساء، تحب أنت هذا الأرق، تنتظر بشوق، مرحبا ومهللا، ومستأنسا بذلك الشيخ الوقور، الذي يضحي بنفسه ليال طويلة ليأتي إليك عندما يحل الليل، تشعر بالامتنان له، فهو يضحي بوقته ليمنعك من النوم، ليمنع كابوس الهم من إغارته المعتادة على أحلامك، لكن الهم سيبقى جارا لك، ضاريا مترقبا غفوتك، لينقض عليها انقضاض الصياد على فريسة.
و لأن الأرق مهما طالت زيارته سيغادر في آخر الليل، ستضطر حينها لاستضافة الهم ما بقي من وقت في عقلك وقلبك وفي كل قطرة من دمك.
لكنك ورغم كل ألآمك التي أدى طول أمدها إلى استساغتها، تريد أن تنسحب من فراشك، مستغفلا ضيفك، آتيا بمعول تهوي به على رأسه، وترتوي من دمائه، ثم تحفر قبره بيديك، بأظافرك لتواريه الثرى، حيث لن يعود من هناك مرة أخرى، آملا ومؤمنا بذلك
ربما لن يعود!؟
لكنه سيترك الذكرى قبل الرحيل، سيترك الذكرى الأليمة.
لكن سيكون كما قال الحكماء" أجمل ما في الذكريات الأليمة هو أنها رحلت".