اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مغامرة في أدغال إفريقيا
يحكي أن رجلا كان يتمشى في أدغال إفريقيا حيث الطبيعة الخلابة وحيث تنبت الأشجار الطويلة بحيث موقعها علي خط الاستواء وكان هذا الرجل يتمتع بمنظر الأشجار وهي تحجب أشعة الشمس من شدة كثافتها وكان صاحبنا يستمتع بتغريد الطيور ويستنشق بعمق شدا عبير الزهور الذي كانت تفوح منه الروائح الزكية ...
وبينما وهو مستمتع بهذه المناظر الخلابة سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح والتفت الرجل إلي الخلف وإذا به يرى أسدا ضخم الجثة منطلقا بسرعة خيالية نحوه ومن شدة الجوع الذي الم بالأسد كان خصره ضامرا بشكل واضح وهو يبحث عن شئ يسد به رمقه !!
اخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه وعندما اخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديما فقفز قفزه قوية فإذا هو في البئر وامسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء واخذ الرجل يتمرجح داخل البئر عندما أخد أنفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد وإذا به يسمع صوت فحيح ثعبان ضخم الرأس عريض الطول في جوف هذا البئر وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص بها من الأسد والثعبان إذا بفأرين احدهما اسود والآخر كان ابيض اللون ويصعدان إلى أعلى الحبل وبدءا يقرضان الحبل وتهلع الرجل خوفا واخذ يهز الحبل بيديه بغية أن يذهب الفاران واخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشمالا بداخل هذه البئر السحيقة وبينما هو كذلك إذا به يصطدم بشي رطب ولزج ضربه بمرفقه ليكتشف بعدها انه عسل النحل التي تبني بيوتها في الجبال على الأشجار وكذلك في الكهوف فاخذ هذا الرجل يتذوق هذا العسل اللذيذ فأخذ منه لعقه واتبعها بثانية وثالثة وهكذا...
ومن شدة حلاوة العسل نسي صاحبنا الموقف الذي هو فيه وفجأة استيقظ الرجل من النوم فقد كان حلما مزعجا وفظيعا ...
وبعدها قرر الرجل الذهاب إلى شخص يساعده على تفسير هذا الحلم فتوجه إلى احد الشيوخ واخبره بهذا الحلم فضحك الشيخ وقال له: ألم تعلم ما تفسيره؟؟
قال الرجل : لا.....اخبرني....
قال له الشيخ: الأسد الذي كان يجري وراءك هو ملك الموت الذي يلاحقك وينتظر خروجك والبئر الذي وقعت فيها وبها الثعبان هي قبرك أما الحبل الذي تعلقت فيه فهو عمرك أما الفئران الأبيض والأسود فهما الليل والنهار اللذان ينقصان من عمرك شيئا فشيئا.؟؟!!
قال الرجل:والعسل يا شيخ؟
قال الشيخ:هو الدنيا ومن حلاوتها نسيت أن وراءك موتا وحسابا!!
من كتاب حكايات عمو محمود المصري للفائدة دعواتكم
